طول عمرى أشعر بأنى سأعيش وأموت سريعا دون أن يشعر بى أحد وكنت أستشعر صعوبه ظروفى على انها علامه موت مبكر وان ما سأعيشه فى الحياه أيام معدوده سأمضيها عابثا او هائما او حتى نائما
كنت أرى وجودى فى الحياه عبء لابد من تحمله او ذنب كان لابد لى من اكفر عنه بان اعيش حياتى والسلام
لم أكن أعرف سبب معين لما يحدث لى مرددا ما أعتادته من الكلمات الجوفاء التى نرددها دون ان نعينها وان كانت صحيحه
فقدت الابتسامه منذ زمن طويل وشعرت بالطفوله بداخلى تموت
فقدت ماضى المتمثل فى أياد وجدى الذى اندثر وكأنه لم يكن ولصدمتى رغم أشتياقى لروح أياد بداخلى لم أبكيه يوما ومازالت اتحسس خطاى فى طريقى الجديد متمنيا ان اشق طريقى فيه رغم انى لا اشعر بنفسى فيه
ذهبت على أن أموت شهيد او اتغيرولكنى ذهلت عندما وطئت قدمى أرض التحرير
انعقد لسانى امام هيبه الموقف وانا أرى الشعب كله يلتف بجميع طبقاته حول هدف واحد نبيل
رايت المتدين والمتدين على خفيف والمسيحى والعلمانى حتى الملحد
رأيت حياه صعبه وجو بارد وحمامات تحتاج الساعات لتصل اليها ورغم ذلك السعاده باديه ع الوجوه
عندما وصلت الميدان لم المح الا انقى واطهر ما فى هذه البلد حتى انى كنت مستعد للموت من اجل ان يعيش تلك الفئه التى اخترت العزه هدفا متجاهله كل الظروف الصعبه
رأيت فنانين اعلنوا العصيان متضامنين مع أطباء يرتدون معاطفهم البيضاء مثل الملائكه يطوفون فى الميدان
رأيت شابات احق بان يوضع لكل منها صوره فى تاريخ هذا البلد يلتقطن القمامه
من أجمل ما رأيت هناك تعليق مكتوبميدان التحرير دوله جوه الدوله
لو حد خبطك بيقولك أنا أسف
لو حد حابب يعدى يقولك بعد أذنك
وكل شويه تسمع ياجماعه عدوا البنات
فعلا هما دول خيره شباب ورجال مصر
كلهم كانوا هناك رجاله ووقفوا وقفه رجاله
رأيت كميه هائله من الشنط تعلن انهم متمسكون بموقفهم الا وهو الرحيل والديمقراطيه
كان رفيقى هناك علاء شاب فى مثل عمرى يعمل بشرم الشيخ ولا أظنه يحتاج لمال او شقه ففى تعريفه لنفسه عندما سألنى عن عروسه انه جاهز من كله
كان يبدو على وجه انه يتمنى الشهاده كان خفيف وظريفا فلقد احببته من كل قلبى لطيبه وأدبه
كنا لا نفترق كلما ابتعدنا كنت انادى عليه نطوف الميدان نهتف هنا ونردد هناك ونغنى تاره ونبكى تاره مجربين هذا الزخم من المشاعر دفعه واحدهانتظرنا خطاب الرئيس يوم الخميس بفارغ الصبر وما ان ظهر أمامنا بوجهه المعهود وقد أكتسي بالسواد وأعلن انه مستمر شعرت بفرحتى تنقلب غما وقد انتظر من الرئيس المخلوع ان يرفق بنا ويرحمنا ويمضى
انهمرت دموعى على الوان علم مصر التى صبغت بها وجهى معلنه كميه من الأحباط والياس هزت فيا كل شيئ وكدت ان اموت كمدا من ذاك العناد الغاشم
بت ليلتى وانا حزين والبرد ياكل أطرافى وانتظرت الفجر صليته فى الميدان ودعوت ان يرفع الظلم وتجولت ورأيت شباب يبدأون يومهم بالجرى حول الميدان وأخرون يكنسونه وأخريات يتظاهرون مبكرا
وجلست أرتاح فحاورنى بعض الشباب عن الأحوال ولكنى كنت مهموم جدا بما حدث فذهب الى مبيتى فى ذلك البنك الذى استولينا عليه فى مازال فى طور الانشاء وكان فى الدور الاول عياده ووكاله انباء الثوره
كان الجو قد زاد فى برودته وكأنه يستمد برودته من عناد الطاغيه غير المأسوف عليه ومن بدايه الصباح سمعت احد الناس يحكى عن معاناه بناء الحمامات وكيف اوجدوا الاسمنت وتعاون الناس فقمت للحمام ونزلت اتجول فى الميدان انتظر اى جديد ومع صلاه الجمعه كان التعب وصل بى أشده مع حراره الشمس فذهبت بعد الصلاه لماسبيرو وبعد تظاهره كبيره اشتريت كشرى وأكلت وذهبت قبيل المغرب لاستريح
وبينما كنا نتحدث وحد صوت الميدان على صرخه الله اكبر فتدافعنا تجاه الميدان نبكى ونصرخ ونتسال هو رحل والكل أجاب ايوه رحل وتنحى والجيش مسك البلد فبكيت كما لم ابكى ونظرت للسماء وشكرت الله الذى اراد خيرا بمصرنا الحبيه واول مدخلت الميدان وجدت حماده هلال يغنى والله وعملوها الرجاله وتجولت لارى ام خالد سعيد وهى تبكى والكل يواسيها ودموعها تختلط بضحكاتها
الكل يبكى ويضحك والفرحه تختلط مع عدم التصديق
لقد فعلناه ونجحت الثوره المصريه أخيرا
اخذت ابكى وانا احرك علم مصر ليرفرف حرا عاليا معلنا بدايه حقب جديده فى التاريخ بدون ظلم واستعباد لعباد الله
لم تأخذنى بحسنى مبارك رحمه ولم ابكى عليه وغنى الجميع مصر حره حسنى بره
نسيت كل شيبئ وتطهرت من ذنوبى واثامى وشعرت بان لحياتى هدف
احببت ميدان التحرير اكثر من بيتى واكثر من نفسى
اطمننت على مصر طالما هذا الشباب انتصر وعلى قيد الحياه
تركت الميدان وقلبى قد تعلق به
تركت الميدان واتمنى الا ننسى اخلاق الميدان وتلك المدينه الفاضله التى انشأنها هناك
وتمنيت ان نمر من هذه الازمه ونبدأ مشوار جديد بلا مبارك وحزبه ومجالسه المزوره
الا اصبحت اعرف انى لى هدف وان مستقبل مشرق ينتظرنا