عجيب أمر الأنسان فهو لا يحصل علي سعادته سواء بالدموع ولا يبتسم الا بعد العبوس ..ها هو جاري سعيد ويرقص ولكني أعتذرت له عن الحضور بسبب حالتي النفسية والصحية. أشعر بالتعجب من نفسي . دائما ما كنت اتغاطي عن حجم ألمي وأنخرط في أي مناسبه سعيدة وأخطط لها وأحاول أن أتناسي ولكن اليوم لا أستطيع.
الطقس في الخارج مشمس سعيد. يوم مثالي للأنتحار وأنهاء معاناتي في رحلة اللجوء و الفرص الثانية. توقفت الحياة أمس عندما قال لي الطبيب أن العمليه فشلت وعلي أعادتها و أن هناك خطر علي وظائفي البيولوجية. كنت أبكي وأنا اسمعه وفي عقلي ألا أخبر أحد . أستمر هذا القرار لثواني وعندما خرجت لم أدري بنفسي أخبر كل المقربين مني .
أصوات الأحتفال في الخارج تخنقني. ياله من يوم تعيس تقرر أن تحتفل فيه بينما أنا علي بعد خطوات يعتصرني الألم والوحدة. لطالما كنت منبوذ و وحيد حتي في أفكاري وقرارتي كنت دائما وحيد.. لطالما تمنيت حياة أسعد ..لطالما ظننت أني أستحق هذا ولكن لم يحدث يوما.
ما بين طفولة مضنية ومراهقه كلها أحداث مؤسفه و جامعة بعيده و وظيفه ممله ومخاطر حياتية و مشاكل أسرية كلها تتمحور حول هويتي الجنسية التي لم أختارها و زادها سوءا أختياراتي في الحياة من لين وضعف وصمت و تحمل ما يؤذيك تحمله.
اصوات الاحتفال تخفت بالخارج. اصوات الذكريات تعصف بوجداني. أشعر بأني مقيد هنا. أشعر كأني أساق للموت دون أختيار .فترت قدرتي علي الشكوي. ماتت رغبتي في النجاة. اتذكر اني دائما أقول اني مقاوم و أني أنتصر في النهاية ولمن فيما يبدو ليس هذه المرة.
شيئ بداخلي يخبرني أنها ليست النهاية وأنه يمكنني المقاومه والاستمرار و عمل المستحيل. شيئ يخبرني أن أخرج و ارقص معهم وأحتفل وأبتهج ولتذهب اراء الأطباء الي الجحيم. ولكني غير قادر إلا علي البكاء. شيئ ما يجبرني علي الانزواء والأستسلام و البقاء دون حراك ..شيئ ما يجبرني عن أقتل
قطع عليا حبل أفكاري السيئه جاري وهو يحمل لي بعض الحلوي. رفضتها في أدب ولكنه انصرف مسرعا في حرج فهرعت وراءه و اخذتها فطلب مني أن أجلس . أبتسمت لضحكاتهم و لفرحتهم . شعرت للحظات ان الحياة تستحق. علي أن أحارب. علي أن أقاوم .لم أخلق لأُهزم. دائما ما أنتصر . لا اعرف كيف ومتي ولكن كل هذا سيزول. سأحارب وليكن ما يكون