2009/08/05

اجازه قصيره

عندما يشتد بيا الاكتئاب
ويزيد بيا الهموم
وتتراكم المشكلات
وتجد نفسك فى معضله ولا تعرف كيف تخرج منها
لا يوجد حل سوى الهروب
الى مكان بعيد
كم تمنيت ان يكون لى مكان فى هذا العالم
مكان خاص بيا
لا احد يعرفه
ولا يسكنه سواى
اشعر فيه بخصوصيتى الكامله التى لا ينازعنى فيها




وحتى استطيع الحصول على هذا المكان
عندما اختنق من بلدى
اهرب لاى احد من اقاربى
هذه المره ذهبت للقاهره
القاهره السافره الساهره الشامخه
تلك البلد التى اعشقها
وافخر انها عاصمه بلدى
فهى كانت عاصمه وقوره
اما الان
فهى بائعه هوى
للاسف
زحمه
وانتشر بها كل الفساد
لكنى مازالت اعشقها رغم قبحها




واركب القطار وتصحبنى فايزه احمد ومياده الحناوى ليشدوا لى باجمل الاغانى
كلما سافرت تمنيت ان التقى شيئ يغير حياتى
يقولون ان للسفر 7 فوائد
لكنى اعرف عيبه
مكلف وخصوصا هذه الايام
وصدقونى لم اعرف ميزه واحده فيه
ورغم هذا احبه





المهم انى ساغير جو وهذا اهم شيئ عندى
وركبت القطار
وصلت المحطه وهو على وشك الانصراف
لحقته على اخر لحظه
طبيعى ان لا اجد مكان اجلس فيه
ولكن ليس من الطبيعى ان يقف القطار بعد ان يخرج من المحطه بثوانى
ثم يمشى فى تؤده وبطء
لا اعرف لماذا كل ما هو حكومى بطئ ورتيب
وعلى هذا الحال بقيت
كانى راكب سلحفاه
واتصلوا اهلى بى وكل شويه اطمنهم
خلاص قربت اوصل


وبعد معاناه وصلت
وقررت ان اركب مترو الانفاق
اه بلا ميكروباص بلا مترو عبد العزيز الملقب بزيزو مراجيح
ونزلت المترو
ايوه كده شوفوا مصر حلوه ازاى
وبعد شويه جه المترو
تقريبا الى جواه قد الى مستنينه اربع مرات
قلت خلاص تلاقى نصهم هينزل وهتروق
واخطأت واقتربت من الباب
وفجاه لم ينزل احد
بل حدث ما يشبه موجه تسونامى
المفاجاه ان مركزها من الواقفين خلفى
وفجاه بدات بالطيران
فعلا اتحرك بدون اراده منى
وفجاه وجدت نفسى اجرب شعور الليمون فى الخلاط
وفعلا وجدت نفسى وسط زحام لم اشهده من قبل
اسال عن محطتى
اكتشف انها بعد 10 محطات
وكل محطه اكتشف ان العدد يزيد
وعندما اقتربت من محطتى
ابتسم لى الحظ
لان عدد كبير كان نازل
وفعلا حصلت هجمه مرتده
وقدرت اخرج
وعندما استنشقت الهواء الطلق حمدت ربنا انى حى ارزق







وذهبت الى اقاربى بالميكروباص بعد المترو
لتزيد المعاناه
فالمطلوب نى اركب والميكروباص يتحرك
وفعلا فعلتها
لاكتشف ان نظارتى الطبيه وقعت فأهم لالتقاطها فاذا بنظاره الشمس تسقط
فاحاول ان التقط الاثنين فتسقط شنطه ملابسى
لاكتشف انى مخير ما بين وجودى فى الميكروباص ومابين كل متعلقاتى الشخصيه
وكان فتره اتخاذ القرار ثوانى
وكان القرار حاسم
القيت بنفسى من الميكروباص لالحق بمتعلقاتى
وفعلا وسط دهشه الجميع
وكحركه جنونيه كنت فى الشارع وبجمع متعلقاتى






وقررت ان اركب تاكسى وليكن ما يكون
او بالاحرى ولادفع ما سيطلبه
وفعلا ركبت التاكسى وخد مبلغ محترم جدا
كان كفيلا بحرق دم عشره موظفين مثلى



ووصلت اخيرا لمنزل عمتى بعد 5 ساعات من خروجى من بيتى
وشتان بين منظرى وقت خروجى ومنظرى الان
بس مش مهم دش بسيط وكله هيكون تمام
وطلعت وسلامات واحضان وفينك وازيك
اول كلمه اقولها فين الحمام
على اليمين بس خد بالك الميه قاطعه
لكوا ان تتصوروا ان وقع هذه الصدمه على حطمنى
وكدت ابكى واسال ليه ليه
وجلست وانا زهقان
وامضيت الليله على امل عوده المياه




وثانى يوم كان يوم الجمعه
وصحيت الصبح على حفيد عمتى يوقظنى
باظافره يخربشنى
انا فرحت لعله يستطيع ان يزيل الطبقه الترابيه المتراكمه على من اثر السفر
وصحيت فطرت وعينى على الحمام
اجده فاضى
لا احد يدخل ولا احد يخرج
اتمنى ان اسمع صوت الماء
ولكن كل هذه احلام يقظه



ونزلت صليت الجمعه بل وتوضئت من المسجد
وصليت الجمعه
وكان لى موعد مع صديق قديم اقابله
وفعلا ذهبت له
وفى وسط موجه حر هى الاشد من نوعها
كان اللقاء المرتقب
ولكوا ان تتصوروا كميه العرق التى كانت تنزل منى





وبعد هذا اللقاء المبلل
ذهبت من ثانى الى عمتى
ووجدت الغذاء
وكانت الطامه الكبرى
اكثر اكله اكرهها
ماذا افعل
اكلت اقل القليل وقمت
لاكتشف ان المياه القليله التى كانت فى الحمام خلصت
يعنى حتى غسل الايد مش نافع





وبعد شويه حضر خطيب بنت عمتى
ولكوا ان تتصوروا مدى سخافه هذه الشخصيه
ومدى ردوده السخيفه
ولم يطرأ فى بالى سوى ان افرغ شحنتى عليه
وفعلا وجدت نفسى استخدم محزونى الاستراتيجى من السماجه والسخافه
واطلقهم عليه
حتى ارتحت
وفجاه اجد الهجمه المرتده منى بكل قسوه
فلم يكن منى سوى ان ارد له القلم
وهكذا تحولت القعده الى حلبه مصارعه




وكان اقسى قلم منه ان يمنع خطيبته من ان تنزل معنا نتفسح
وكانت هى الطامه الكبرى
فلم يكن منى
سوى ان اجلس واتمنى ان تمر الليله
وفعلا مرت الليله دون ان اخرج
او ان استحمى
او ان استجم
ومع اول نسمات الصباح
كنت اركب اول تاكسى عائدا الى محطه مصر
مودعا مصر
باسوء فتره استجمام قضيتها فيها

ليست هناك تعليقات: