2010/02/03

الأجنده


الى كل من يريد ان يعرفنى
الى كل من يريد ان يتوغل بداخلى
الى كل من يريد ان يعرف من انا
الى دمنهورى اكتب هذه الكلمات
تفاصيل يومين من حياتى
كالاجنده الخاصه برجال الاعمال
يومين فلا ليل لى الان
الثلاثاء
8 صباحا
اذهب الى عملى فى هذا الموقع الجديد حيث يتربص بى الكثيرون وتنتظرنى احقاد وحروب مع رؤسائى الذين ينقمون تطلعى وشغفى بالشغل ويخافون ان اصل الى اسرار العمل
ويمضى اليوم مرتدى خوذتى ولا اجد مكان اجلس فيه ومع كل حركه لى او شارده او وارده اجد من يزعق لى و كأنهم لا يريدون ان اتحرك وحدى فى الموقع
ووسط زملاء فى مثل سنى وعقليات الاطفال امشى ولا اعرف اتواصل معهم فانا احب التعامل مع من يكبرنى سنا حتى احسسه بالاحترام فبفيض على بحبه ومودته وعلمه
ولكن هؤلاء الاقران ليسوا الا مجموعه من الاطفال يريدون من يهتم بهم فاثرت ان انزوى بعيدا عنهم وعن مديرنى وانشغل فقط فى عملى مستمعا بهذا الموقع وجميع الجنسيات التى تعمل به فى نشاط
6 عصرا
تأذن لى مديرتى بالانصراف فالواضح ان الاجانب لن يعملون اليوم ومن الافضل ان اصرف حتى اعود الى بلدى وخصوصا انى اسافر حتى اصل لبلدى
وامضى مع صديقى المسيحى الذى اشعر بتزمته وقله كلامه فاثر ان اعتبره صديق فقط احادثه فيما تقتضى به الظروف
واودعه وامضى لاجد مكان عملى القديم واشتاق كثيرا لفريق عملى القديم ولهزاره وعفويتهم وصدقهم واشمئز عندما اتذكر وضعى الان فى عالم كله دسائس واحقاد وحسابات وتصفيات حيث مشروع جديد وهناك من يريد ان يستحوذ عليه
فاقدم الى المكان القديم حاسبا فى راسى الف حجه وحجه اذا عرفت مديرتى من عيونها فى هذا المكان القديم انى زرتهم وسوف تتهمين بافشاء اسرار او نقل الكلام وبماذا سارد عليها
اصل الى البوابه واتكلم مع الامن على البوابه ويرفضون دخولى فاتصل برقم مكانى القديم عبر الهاتف الداخلى
فيقدم الى زملائى المهندسين الثلاثه ويحتضنونى جميعا ومؤكدين لى انى فقدت كثيرا من الوزن بسبب التعب
وانظر خلفهم لاجد بقيه فريق العمل تاتى لكى يدخلونى معهم وفعلا اشتبكوا مع امن البوابه حتى رضخوا لهم وادخلونى
ومابين كلمات الاصدقاء والاحضان وكلمات الوحشه المعهوده مضيت وسطهم شاعرا بامان وراحه رهيبه يعكرها تذكرى لوضعى الجديد
وادخل المكان واكاد اقبل كل ركن فيه فكل ركن يفكرنى بضحكه او ابتسامه او موقف او كلمه جميله
وتنهال على الاسئله عن المشروع الجديد واخاف ان اتحدث وتنتشر اخبار عن لسانى وتحدث مشاكل ويسوء موقفى اكثر من كده
وبقلبل من الذكاء وبعض الاطمئنان قصصت البعض مؤكدا ان لا يعرف احد بزيارتى
ومابين اقداح الشاى وبعض السيجارات بدات استرد بعض الذكريات معهم
واخذت احكى مع كل صديق لى على حده محملا اياه اسرار ومحتفظا باخرى
وكلمنى صديقى المسيحى القديم واخذ يسالنى عن حالى واوضاعى والكل يؤكد انى فقدت الكثير من وزنى
وبعد قليل وضعوا الطعام ولم اجد رغبه لى فى الاكل فعقلى لا يتوقف عن التفكير فى اليوم القادم فى المشروعحيث ينتظرنى المكائد والنظرات والخبث والدهاء والمكر
وينصحنى صديقى المسيحى الا اتى هنا تانى حتى لا تعرف مديرتى هناك ويسوء وضعى اكثر
9 مساءا
انصرف من محل عملى مودعا ساعه هاديه وسط عاصفه اليوم التى تنتظرنى كل يوم والتى جعلتنى اكثر عصبيه وضيقا بالحياه
الاربعاء
5 .30 فجرا
استقيظ مسرعا فلقد تاخرت كثيرا عن ميعاد السياره التى تنتظرنى وفعلا فى سرعه البرق اجهز كل شيئ واخد شنطتى واودع امى وانزل لاجد السياره قد تحركت وتقف فى انتظارى
7 صباحا
افيق من غفوتى لاجد كل من فى السياره فى ثبات عميق والسياره تعبر الطريق فى سرعه رهيبه واتامل منظرهم وهم نيام فى شتى الاوضاع فانظر الى السائق واميل براسى للخلف وانام
8 صباحا
 نتقرب من القاهره تلك العاصمه التى احبها ولا اريدها
اعشقها ولا اريد السكن فيها 
تبهرنى بمبانيها ومستوى ساكنيها
وخصوصا ان كنت تقصد مصر الجديده
تلك الجوهره الرابضه فى اطراف العاصمه
وجد ان هناك من يعرفنى فقد كنا زملاء قدامى واتذكره ونجلس سويا نتحدث فى ذكريات ماضى لا اتذكره
واعرف منه انه سافر وعاد وتزوج وكاد ان ينجب وسرحوا شركته ويبحث عن عمل اخر ولا اطلعه على سر سفرى
9 صباحا
اصل الى المستشفى الخاص بى وعندما انزل واعبر الطريق اجد واحد من كان معى فى السياره يعبر الطريق ممسكا بجنبه
فاقترب منه واحاول مساعدته وان اسنده بيدى اليمين ويقترب واحد اخر مننا ويحمله عنى
ويزداد الالم به ونحمله على احد الكراسى وندخل به وادخل غرفه الطورائ فى محاوله يائسه لايجاد اى مساعده له ولكن من هناك برفضون تقديم يد المساعده الا باقل القليل ولكن الالم يزداد به
فيؤكد اخوه ان ما يحدث عادى ومعتادين عليه فاظر الى وجه المريض لاجد اعتى علمات الالم واتسائل هل يمكن لاى احد ان يكون هذا هو الطبيعى له
كيف يعيش حياته وهذه النوبات تتكرر له وطبيعيه
10 صباحا
اجلس منتظرا الطبيب ان ياتى ممسكا قصه برج الحمام  التى ياثرنى كاتبها باسلوبه الفريد الذى يمزج مابين سيرته الذاتيه الشيقه التى اتمنى ان يكون لى مثلها ولمحات من تاريخ الممالك القديمه من اليونان حتى الاندلس وانتهاءا بانجلترا والمانيا فى الحرب العالميه الثانيه
ابكى عندما يحكى عن وفاه صديقه النباتى بينما كان ينتظر موت الاخر المصاب فى حادثه
ابكى لهذه المفارقه وتنزل دموعى فى صمت فلقد كنت اشعر بذلك الشخص المتوفى من كلمات الكاتب عنه انه هادى وطيب
وتستمر القصص المشوقه التى تحكى قصص شاب مصرى متزوج من المانيه الاصل وله شله من الاصدقاء هم قمه الجنون متخلل هذه القصص قصص تاريخيه لاحداث فارقه فى تاريخ ضارب فى القدم
10 صباحا
اخرج فى الخارج لاولع سيجاره انفث بها عما يختمرنى من مشاكل وضيق وضجر
انظر فى صمت وعقلى يعمل فيما افعله
لماذا ادخن؟
هل تأديه منى لدورى فى تلوث البيئه؟
انظر ويعمل عقلى فانا متاكد تمام التاكد ان السجائر خطر على صحتى اشد الخطوره
هل هو حب فى الخطأ
نعم لعل هذا هو السر
حب الانسان للخطأ وافكر قليلا لاتذكر اول خطيئه على الارض بين هابيل وقابيل
هل لهذا افعل ذلك اخطأ حتى اشعر بالذنب فانزوى وادعو الله ان بغفرلى
فاخذ اتعمق فى الفكير واتذكر بعض الاشياء فيصدر صوت موسيقى احبها من سياره صينيه الصنع
فاتامل لاجد الناس قاصدين المستشفى فى شتى الاشكال من رجال ونساء واطفال واتامل ذلك المبنى المقى خلفى الذى يتقرب منه كل الناس املين فى الشفاء
وانظر لامامى فاجد المبانى تزحف على المستشفى فى صمت  لتقلص من مساحه الصحراء امامه
لا اعرف ما الذى دفعنى لحاله التامل الفظيعه دى
الا اننى ايقنت ان هناك شيئ فى عقلى يحتاج ان يخرج
وان هناك ماردا راقدا لابد ان يخرج
12 ظهرا
استفيق من غفوه بسيطه كنت قد حلمت فيها ببعض الاشياء التى لا اتذكرها جيدا واجد الدكتور قد اتى وبعد قليل ادخل اليه لاشرح له حالتى كاملا فيكون القرار الذى انتظرته من شهور
قرار بعمل عمليه لتوصيل العصب الخاص بذراعى الايسر والتى تحمل نسبه نجاح ضئيله جدا
واتجاوب مع الامر فى كل هدوء وبكل حمد وشكر واخذ تقرير عن حالتى يفيد بدنو ميعاد العمليه الخطيره
عندما اخرج احاول الاتصال باحمد
فيتصل لى بعد قليل ولا يطيل معى فى الكلام فبد مستعجلا كثيرا
فيغلق المكالمه فى عجاله
وانا اتسائل هل يحبنى كما احبه اما ان هذا هو طبعه عندما تحدث مشكله
هل يكره المشاكل لهذه الدرجه؟
2 ظهرا
تنطلق السياره بى على الطريق الدائرى مخترقه شوارع العاصمه الابيه وانا امسك قصه اللص والكلاب لنجيب محفوظ
استعجب اشد العجب لبطل القصه ذلك اللص الذى خانته الكلاب فيدفعه حقده وشفاء غليله ان يقتل الكثيرين من الابرياء دون لن ياخذ حقه
مضحيا بنفسه وبسمعته وبفتاه كنت تحبه باخلاص وان كان لم يشعر بها الا بعد ان فقدها ولم يعرف مكانها
لم يستطع ان ياخذ بثاره وصار من فشل لفشل متجاهلا تضحياه فتاه الليل التى كانت تعشقه فى خنوع وصمت
ومتخبطا قتل بعد ان رفض ان يستسلم دعوات شيخه الصادق بان يتوب ويعود الى الله
قتل وهى يترائ له ظل فتاه كنت تعشقه كثيرا وفضل عليها اخرى تزوجها وخانته
تراءت له وهو يموت كان يريد ان يقول لها انه احببها ربما اكثر مما احبته ولكنها ذهبت ولم تعود
ويموت فى صمت
5 المغرب
اصل الى بلدى وانا فى قمه الرهاق وعندما ادخل البيت اخد دش سريع واتغدى وافتح النت لاتابع صدى قصه الامس مصطفى واجد المفاجاه لا تعليق عليها
ولكن كالعاده تعليق غامض اخر من دمنهورى لتزيد ذلك الشخص غموضا فوق الغموض وان كان يظهر لى بسيط الا انى اشعر بعذابه ولوعته التى تنطق فى كل كلماته
فلقد تعلمت ان العذاب والوحده هى حضانه الابداع والرقى فى التعبير عن الذات
واجد احمد فاتح اميله فاحاول ان احدثه فاجده يرد بشكل غريب فاشتمه فى عصبيه فلا يرد ولا يرد على اتصالتى
لا اعرف لماذا لا يتحملنى قليلا
لماذا لا يقدر تعبى وضيقى وضجرى مما اعانيه هذه الايام
لماذا لا يكون لى الحضن الدافئ الذى انشده
لماذا يتعمد هذا الجفاء
اعلم انه يحبنىواعلم ان هذه طريقته
ولكن لماذا لا يحاول ان يخفف عنى عوضا عن يزيد مابى من الم





هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

دمنهورى

يا الله

تكتب لي و تصدر كلامك بهذا
انه لشيئ رقيق و نبيل
و لاني تربيت على أن أرد الهديه باحسن منها و ان كان يصعب هذا معك ايها الدمث .... هل انت حقيقه فعلا ام اسطورة مصنوعه بحبكه و بخيال بشر يطمح ان يكون هو اسطورته المحكيه....؟؟
اقدم لك هديتي اليوم و قد تبدو لك ليست كذلك لكن صدقني انها من اغلى ما املك اهديك قطعه صغيرة من امني و ستري و حجابي و لكنها ربما ليست بما يليق بكرمك الذي اظهرته
لاول مره في حياتي اعطي تلميحا - صغر او كبر - عن نفسي
و هذه المفاجاه لي قبل ان تكون لك
لقد كان مقدرا لنا ان نلتقي وجها لوجه من قبل و لكن لم يقدر الرب هذا لسبب خارج عن أرادتينا .....نعم هذا ما اكتشفته بمتابعة كثبة و دقيقه لما تطرح و تكتب
رغم اننى حقا لا اعرفك تماما و ليس عندي حتى الان ادني فكرة عن شخصك
و لكني اكتشفت انه كان يجب ان يجمعنا سويا امر ما
ما اعذبها من فكرة
دعني اذا اضيف شيئا اخر
اعتقد و احسن الظن بك انك من النوع الذي يحتفظ بنفائسه و كل ثمين يمتلكه داخل علبه قطيفيه بداخل خزينته و لست من النوع الذي يضع نفائسه في فاترينات العرض كالاحذيه
تحياتي و تقديري العميق

غير معرف يقول...

دمنهوري

عفوا
لو كنت تقصد رسالة ما في ما قصصته اليوم في بداياتها
فقد وصلت الرساله
اما اذا لم يكن هناك سطورا بحبرك السري فلا عليك
و شكرا مرة اخرى

اشرف يقول...

مرحبا بك صديقى اياد

لا ادرى ماذا اقول لك وكيف استطيع ان اواسيك..فانا ربما اكون بحاجة الى المواساة اكثر منك

الوحدة شىء قاسى جدا..ودائما مانكون بحاجة الى ذلك الحضن الدافىء ولكن الحصول عليه امر صعب المنال

تحياتى لك صديقى وامنياتى لك بالتوفيق
وارجو دوام التواصل

كن بخير