اليوم كنت عائدا من عملى وقد غمرنى شعور رهيب بالملل والأكتئاب..نعم فأنا كثير اﻷكتئاب..تكاد تكون للفرحة زيارات عابرة بينى وبين اﻷكتئاب..اليوم وأنا أترجل عائدا أفكر فى كل شيئ وأى شيئ..شعرت بحنين جارف تجاهك..شعور وكأنك بداخلى..لا أكذب عندما أقول أنى أشعر كثيرا بأنى أمرأه تسكن جسد رجلا..عندما يعترينى حنان مفاجئ..او عمق فى عاطفتى تجاه أحدهم..كما أشعر برجولتى عندما أخشى أن أخيب ظن أحدهم بى..أن يقال عنى جبان..مخادع..كذاب..عندما يعترينى الصدق أشعر بقدسيتى وعندما يعترينى الحب أشعر بأنوثتى وعندما يعترينى الحق أشعر برجولتى..لا تحاول تفسير الكلام كثيرا فعندما تمر عليك سنين كسنينى تجبرك أن تتعمق بداخلك ستعرف عن نفسك ما تخجل أن تصارحها به..سيبقى وجههك الحقيقى مخبئا تخشى أنت نفسك عن مطالعته..ولكن تعلم أن تواجه هذا الوجه وأن تعريه..لا تعش بوجه أرادوه لك..حتى لو أستحسنته
اليوم وأنا خارج من عملى..كم أكره عملى..اكره المكان واﻷشخاص الذى يتحتم على كل يوم أن أراهم وأن أجاريهم..أكرههم وأكره روتينهم ونفاقهم ومؤامراتهم وسخطهم و كذبهم..حاولت كثيرا أن أترك عملى ولا أعرف هل ستعرف معنى كلامى فى أيامك التى أتمنى أن تكون اروع من أيامى ولكن أن بقى الحال كما هو فستعلم أن اﻷستقاله هو خيار أبطال الروايات فقط..فهنا لو تركت وظيفة فلن تلحق غيرها وستحل عليك كل لعنات السماء واﻷرض..هل تعرف أنى عندما أعود لبيت العائله الذى أتمنى أن تزوره يوما فقط ألقى السلام وأنسحب إلى غرفتى..فقط أحضر طعامى وأكل وفى المشهد جدك وجدتك يتصارعان أو صامتان..دائما ما يفعلان أشياء تبدو مختلفة ولكنها فى الحقيقة واحده..هما لا يدركان كم هم متشابهان..فقط طريقة التعبير هى التى تظهر بعضا وتخفى اﻷخر..لا أعلم من سحب اﻷخر للمستنقع ولكنى أرجح أنه جدك
كم وددت لو لا أخوض فى تلك اﻷمور ولكنى كمن يكتب رسالة وسفينته على وشك الغرق..سيكون صريحا بالعكس سيتحرى الصراحة قدر أستطاعته عله يتطهر من أثامه..جدك يا ولدى لم يكن يوما أبا لى..لم يعرف عنى شيئا ..لم أرى منه إلا قسوة..كان جدك كجدى لا يعرف الأهتمام ولا يعطى حنانه ﻷحد وكم أتمنى ألا يكون أبيك الذى هو أنا كأبى..وجدتك كم أحببتها وكم كانت هى الحياة لى لا أعرف ماذا أفعل لو رحلت عنى..ولكنى كثيرا ما تمنيت رحيلها..لا تندهش فأحيانا يقف الحب والكره كصديقين عندما تتعقد العلاقات اﻷسرية..لا أعلم لما اكره جدتك وهى تحبنى..ولكن حبها لا يصل لى..فقط سلبياته تصل..تراقبنى وتحاول السيطرة على ..يقتلنى شكها وأسئلتها ونظراتها المتفحصه.،فهمها لى أحيانا وظنونها السيئه..الفكره السيئه التى تكونت عنى لديها ومنها تدار علاقتنا..فدائما أنا مخطئ..لا أريدك أن تكرهها..فهى من تلح ليل نهار لكى أتى بك إلى الدنيا..
هل تعلم شيئ عن عمك أو عمتك..لا أريدك أن تختلط بعمك كثيرا..هو ليس بالسوء الذى تتخيله ولكنى لا أريدك أن تشبه فى شيئ..فقط أحب عمتك كثيرا..أحبها وأغرق فى تفاصيلها وضحكتها وهزلها وحزنها..أياك أن تسئ لها يوما فهى صلتى الوحيدة بهذا البيت..هل يا ترى سترى فى يوم سريرى الذى أحدثك اﻷن من عليه..واﻷهم هل سترانى يوما على حقيقتى..هل ستغفر لى أم ستشعر بالخزى..هل سأكون كأبى أم سأكون كما أتمنى لك..هل سأجلس معك فى يوم وأقص عليك ماذا فعلت غى شبابى..هل ستحبنى ﻷن تقبل يدى وقتها متفهما أم ستتركنى وسط نسيج ذكرياتى مقتولا بنصل رفضك..هل سنكون صديقين ولا ستكون مثلى ضيفا يتحين أول فرصه للهروب
أى الطرق سأسلكها إليك..هل سأتزوج وأكذب على الجميع ﻷتى بك..هل ترضى يابنى روحى ثمنا لمجيئك إلى هذه الحياة..هل ترضى بأب بلا روح..كاذب..هل سترضى بأب عابس ما صدق مبتسما ما كذب..ماذا لو عرفت ما أخفيه وعرفت بمثليتى ماذا سأهدم فيك..وأى تمثال مقدس لى بداخلك سيدمر..ثم أمك هل هتتغاضى ام ستواجة أم ستنسحب بك تاركة أياى فى المستنقع..ككل اﻷمهات أذا ما خاب أملهم فى أزواجهم.،هل أخلق أم مثل أمى..تصنعك وتتملكك ولا تفلتك ثم تخنقك بحبها ولا ترى منك إلا الجحود وأقف مكتوف اﻷيدى..هل يبنى أجرك الى البئر الذى هربت منه..ثم ما ذنبك لترى كل هذا..لترى أم متحيره وأب حوله علامات أستفهام..ام ما ذنبك أن ترى كذبه كببره مغلفه بالحب واﻷبتسام ثم تفيق فى يوم على كارثه تهدمك للأبد..ثم لا تنسى ما ذنبى ﻷبيع روحى من أجلك وأقف طول حياتى مطالبك بدفع مالم تطلبه..بل كنت أريده أنا وددت أن أحاسبك عليه..اﻷمر متشابك وما أنت مقدم عليه خطير... ولا أظن أن هذا المسلك سيريحك
هل أشترى لك أم تودعها يوم قدومك وأحرمك من أم حقيقية..هل أكون أنانى لهذه الدرجة ﻷحرمك من أمك واجعلك بلا أم فقط ﻷنى أردتك وتملكتنى مشاعر اﻷبوة...هل أتفق مع صديقه ونتزوج ونكذب أمام الجميع ونبرر بأنهم هم من دفعونا لذلك..ونبرر وتقول كذبنا على الجميع عقابا لهم على تخلفهم ورفضهم.. ولكن ما جريرتك لنكذب عليك.،لترى أب مع أصدقائه وأم مع صديقاتها..لترى لحظات بكاء غير مفهومه.،ليتسرب إلى أذنيك يوما همس أبيك يواسى أمك ﻷن حبيبتها قد هجرتها..ما ذنبك أن يغفو أحدهم ويأتى بحياتة إلى البيت وينهدم بداخلك الكثير..كيف ستفهم اﻷمور عندما تكتشف أو تشعر أن أبوك وأمك هما أكبر كذبتين فى حياتك..أن سريرهم لم يجمعهما يوما إلا كصديقين وأن أخرون تقاسموا هذا السرير تارة مع أبيك وتارة مع أمك .. ماذا ستقول فى سرك عنا أذا مافهمت من وراء الهمس والروتين ..لا أريد لك هذه الحياة
أرأيت يا ولدى فى مجيئك روحى ستسلب وفى روحى دمارك..كم أنا يائس ﻷنى أكتشفت أن خط وجودك و وجودى متوازيان لن يلتقيا يوما..يعتصر فؤادى اﻷن حسرة..فلربما كنت عقيما لا أنجب هذا أحتمال وارد ولكن ستكون هى أراده الله ولن أشعر بالندم تجاهك..ولكن يا بنى كما ترى لا سبيل إليك إلا على أنقاصى ولا سبيل إلى حريتى إلا باﻷستغناء عنك.،لا تحزن فلم أحسم قرارى بعد..وتأكد أنى أحبك..فمهما حدث أعلم أنى لن أكون اك إلا أبا ممتازا لأن لم أكن فلن أتى بك إلى عالمنا