تدق الساعه السادسه
ولا تهمد حركه سمير ابدا
باقى من الزمن ساعتان
يتحرك يمين ويسارا فى كل ارجاء الشقه
ويتصل للمره الألف بمحل الحلويات
ويؤكد على انتهاء الكعكه
وللمره الألف يؤكد له البائع انها فى الطريق
يخرج سمير من الشباك
لينظر على عامل محل الحلويات
يلوح له احد أصدقائه المارين فى الشارع
فلا يلمحه سمير
ان عينه موجهه على باب البنايه
يمل من الوقوف فيدخل
ويعدل وضعيه الزينه
ويبحث عن شمع اكثر ليضعه حول المائده
يمر الوقت فى اعاده ترتيب المائده
ويرن جرس الباب
فيجرى سمير بلهفه على الباب
ويفتح الباب ليجد عامل محل الحلويات
يتهلل وجه سمير
ويؤخذ الكعكه منه
وينقده ثمنها وبسخاء
ويضعها فى منتصف المائده
ويعيد ترتيب كل شيئ حولها
يبعد خطوات وينظر الى المائده من بعيد
ويعود ليعيد ترتيب بعض الاشياء
وينظر للساعه
يجدها السابعه
يتصل بحبيبه ليعرف هل سيتأخر كعادته
ولم يرد حبيبه
لم يحزن سمير
فهو اعتاد على ذلك
ويخرج شمعه برقم واحد
ويضعها فى منتصف الكعكه
وينظر الى رقم واحد
ويستريح على الاريكه
ويسبح بخياله
وينظر الى رقم واحد
انها سنه بأكملها
فى مثل هذا اليوم من عام
التقيا سويا
كان لقاءا عاديا
لم يتوقع ان يراه مره أخرى
ولكن قلبه تعلق به من أول لقاء
وظل معه لمده سنه بأكملها
راى معه الكثير والكثير
وكان سمير دائما بجوار حبيبه
كان يعلم فى اول لقاء ان حبيبه متزوج
ولكن فى البدايه لم يشعر بذلك
لم يشعر بوجود اى شيئ غيره فى حياته
وبمرور الوقت
بدأ حبيبه ينشغل ببيته
ولكن سمير تقبل الوضع
تقبل بكل الحب
فلم يكن يريد الا ان يكون بجوار حبيبه
ويرن هاتف سمير المحمول ليخرجه من خياله
ليجد حبيبه يتصل به
فينتفض سمير من جلسته
وينظر للوضع العام
وكأن حبيبه قد أتى
ولكن الجرس يقف
فيظن سمير ان حبيبه قد أتى
ويشرع فى اضاءه الشموع
ويضع بعض العطر فى ارجاء البيت
يعرف ان حبيبه يحب الروائح العطريه
ويطفئ الأنوار
وينظر من الشباك
فلا يجد حبيبه بالأسفل
فيتعجب سمير جدا
ان الساعه السابعه والنصف
هل أتى حبيبه لأول مره مبكرا عن ميعاده
ويرن الهاتف مره اخرى
ويسرع سمير فى الرد
_ألو
_ألو...أزيك يا سمير؟
_أنته فين يا عم أنته ولا هتتتأخر زى العاده
_لا بصراحه عندى خبر وحش أوى ليك
يشعر سمير بأن نبضه قد توقف
ويتذكر مواقف مشابهه
عندما كان يعتذر عن اى ميعاد
بسبب انشغاله او ظرف طارئ
يستحضر كل هذه المواقف التى ماتت فيها فرحته
لأسباب خارجه عن سيطرتهما
يتمنى لو انه فى وهم
ولكن الكلمات تنفذ أليه
_مش هقدر أجى بجد..المدام تعبانه اوى اوى من الحمل
ثم يتلعثم ويكمل
_ومتهيئلى مينفعش اسيبها واجى لانى رايح معاها للدكتور
_طيب وهى عامله ايه؟
_الحمد لله
ثم يعقب لأنه لاحظ صمت سمير
_وأنت هتعمل ايه؟
يصمت سمير ويرد بكل استسلام
_هنزل اتمشى شويه
لا يريد سمير ان يشعر حبيبه بحزنه
فاليوم يوم سعيد
ذكرى لقائهم الأول
وما يحدث خارج ارادته
ورغم تكراره مئات المرات
فيحاول ان يرسم الضحكه على صوته ويقول له
_ياعم هتبقى أب قريب
_بس انا قلقان
_ليه هو انت الى هتولد؟
_لا بس خايف عليها
_لا ياعم متقلقش كله هيعدى وكله خير ولازم تطمنى
_ان شاء الله
-طيب هشوفك النهرده نتمشى حتى
_والله ماعارف ظروفى
_خلاص ولايهمك
ويكمل فى منتهى الخضوع
_احنا كل يوم سوا نأجل كل حاجه ليوم تانى
_مش عارف يا سمير اعزرنى مش بايدى بس انا مرتبك خالص
_ياعم اجمد كده زى منا متعود عليك وطمنى ويالا بئه روح عشان متتاخرش على الدكتور
_يعنى مش زعلان
_لا بالعكس انا فرحان اوى اوى
ويكمل وصوته ينطق بالفرحه
_حبيبى هيبقى اب قريب
ويعقب
_يالا بئه امشى
_سلام يا سمير
_سلام يا حبيبى
ويغلق الخط
وتنهمر دموع سمير المحبوسه فى صمت
تنهمر ولا تتوقف
تنهمر بشكل غريب
لا يعرف ان يوقفها سمير
لقد اعتاد هذا الوضع
ان يرتب الميعاد
وان يلغى
ولكن اليوم
يوم خطط له من شهور
وأنتظره بفارغ الصبر
كان يريد ان يكون فى قائمه اهتمامات حبيبه ولو ليوم واحد فى العام
ولكن حظ سمير التعس لم يشأ
وينظر الى منظر الشقه
والشموع التى اضاءت الشقه فى شكل رومنسى جميل
ويقترب من الكعكه
ويشعل الشمعه المرسومه برقم واحد
ويغنى بصوت متهدج تغمره الدموع
الاغنيه التى اعدها لهذه المناسبه
من ورقه كان يحتفظ بها فى جيبه ليعطيها لحبيبه
كلها 3 ايام
ونكمل اول عام
حب هو العمر كله
وهو الاحلام
كان وصل جميل
حلم باله طويل
يوم منه بالعمر كله
واحلى من الاوهام
ناره احلى مافيه
قربه اغلى شيئ
دنيا جديده
عنى كانت بعيده
فيها عايز اعيش
ويطفئ الشمعه فى هدوء شديد
ويطفئ بنفسه الشموع
دموعه مازالت تنحدر على خديه فى صمت
ويقترب من الباب
ويخرج
هناك تعليق واحد:
حزين اوى البوست دة خلانى ادمع غصبن عنى
مش عارف ارمى اللوم على حبيب سمير و لا لا
الحب الى زى دة بيبقى كلة تعب و الم بجد و خصوصا انك كمان بتحاول تبقى سعيد قدامة و مش بتبين حزنك
مرسى بجد على البوست
إرسال تعليق