2010/01/14

الشارد


يمسك امير الهاتف الجوال فى ذلك السنترال البعيد عن بيته ويكرر الاتصال بنفس الرقم اكثر من مره وكل مره يجده مشغول فيسأله عامل السنترال
_مش بيرد ولا مشغول يا باشا
فيرد عليه
_مشغول
فيقول له
_خلاص اصبر خمسه واتصل تانى بيه
يريد ان يقول له امير:مش قادر لانه واحشنى بجد.....مش قادر لان بقالنا اكتر من شهور متكلمناش.....مش قادر اصبر اكتر من الى صبرته
ولكنه لا يستطيع الا الانصياع الى صوت العقل ويعطيه الهاتف وينتظر خمس دقائق
ويشرد بباله قليلا الى الوراء فيتذكر اطياف ملونه من ماضى قريب عن يومين لم يرا مثلهما من قبل
عندما كان يتصفح الفيس بوك عابثا فيجد محمد يحدثه على شات الفيس بوك فيتعرف عليه ويعرف انه استريت ولكن امير لم يبالى بذلك فهو يقدر الصداقه كثيره 
وتتطورت العلاقه بينهما وامير محافظ على الصداقه ولا يسعى الى تطويرها طالما كل يوم الصداقه تتوطد فيما بينهم وتزيد مساحه التفاهم والنقاش الهادف فيما بينهم فى كل ما يخص الشباب
لقد تحدثا سويا فى كل شيئ عن السياسه والانتخابات والحب والعلاقات المثليه والغيريه
حتى فى يوم بدأ يحس امير ب....
يستفيق امير من شروده على صوت البائع
_هتتصل يا استاذ ولا ادي الموبايل للاستاذ ده
فينظر امير اليه ويغمز له بعينه ان يعطى الموبايل للاستاذ
ويسترجع الذكريات عندما ذهب الى بلد محمد وقرا الجريده الصباحيه المفضله فى القطار ووجد برجه يقول
(قصه حب جديده تبتدى ربما تمحى ما فعله فيك عذبات حبك القديم)
يبتسم امير جدا لهذا الفال الجيد ويصل الى هذه البلد الجميله الهادئه ويتصل بمحمد فيرد عليه ليؤكد ميعادهما الاول معا
لقد رأى امير صور محمد كلها ولكنه يعتقد ان الصور غير الحقيقه ويمر الوقت مسرعا ويصل امير الى المكان المحدد فى الوقت المحدد ليجد محمد فى الطريق
فتسرى رعشه خفيف فى جسده اعتادها عند مواجهه شيئ جديد عليه فهو يخاف جدا من غدر الانسان فبالرغم من انه تكلم كثيرا معه الا انه مازال خائفا من ذلك التطور المفاجئ فى علاقتهم من صداقه الى علاقه 
فهو يتذكر كيف شعر بان محمد يريد شيئ ما وكيف جاراه فى الكلام حتى توصل انه له تجارب  مثليه من قبل ولا يعرف كيف رتبا لهذا الموعد
فهو من عادته ان يتريث خصوصا ان جرح حبه لم يلتئم بعد ولكنه شيئ ما جذبه الى محمد وخصوصا وضعه الادبى الممتاز وتفكيره الممتاز وكذلك شكله المصرى الجميل
وفجأه يرى محمد ياتى اليه تماما كما راه فى الصور ولكن له سحر وجاذبيه غريبه وصوت دافى جميل يجتذبك اليه
ولم يكن يريد امير سوى انا يجلس مع محمد بعض الوقت ولم يكن يريد اتمام اى علاقه فيما بينهم
ولكنه اراد ان يترك نفسه دون ان يتقيد بشيئ فى عقله الذى لا يكف عن العمل طول الوقت وخصوصا انه احس ان لن يحدث شيئ هذه الليله
ويساله احمد
_هاه نروح فين؟
_اتفضل التلفون يا استاذ
بهذه الكلمه استفاق امير من شروده وذكرياته الجميله لماضى له رائحه جميله يريد ان يشتمها من جسد محمد الجميل مره اخرى
ويمسك الهاتف ويتصل ليسمع جرسه
ويخاف امير ان لا يرد محمد عليه فهو لم يرد على اى اتصال منه من حوالى الشهر ولم يرد على اى رساله منه
وفجأه يرد محمد
_اهلا
_اهلا بيك يا محمد
يصمت قليلا
_اهلا يا امير
فيرد عليه امير
_لسه فاكرنى
_اه طبعا انت حد جميل اوى صعب انى انساه
يتذكر امير كيف ذهب مع محمد الى بيته الجميل المتواضع
يتذكر كيف اكلا سويا
يتذكر مذاق قبلتهم الاولى التى اندهش لها امير
كيف تكون بهذا الجمال والعنف اللذيذ
ويتذكر كيف امضيا ليله باكملها  وهو يحتضنه
وكيف صرح له بحبه
يتذكر تلك الليله الرومنسيه العذبه التى اعادت له الحياه بعد ان ظن انه مات وانتهى لانتهاء حبه الاول
يتذكر كيف كان رقيق وهادى وحنون وعطوف معاه
لدرجه سحرته وخلبت لبه وانسته كل شيئ حدث فيما بينهم
وكيف ظل طوال اليوم  الثانى يحدثه ليطمئن على عودته لبدته
وكيف فجأه لم يعد يرد على اى اتصال منه
_انته رحت فين يا امير؟
_معاك... معاك يا محمد
ويستطرد
_عاوز اسألك سؤال
_اتفضل
_هو انا غلطت فى حقك فى حاجه؟!
_لا والله
_يعنى انته كنت عاوز حاجه وخدتها وخلاص
_لا والله بالعكس انا حبيتك اوى
_اومال ايه؟!!!!!!
_الى حصل ده كان غلط!!!!!!!!
يحاول امير ان يترجم الكلمه فهو يعرف ان محمد يمارس مع بنات وانه غير ملتزم فلابد ان يقصد شيئ غير الناحيه الدينيه التى تؤرق كل الغيريين
_ازاى يعنى يا محمد
_انت ليك عالم وانا ليا عالم ووجودك معايا هيؤثر عليا
ويستطرد
_بجد انت حد جميل عمرى مهنساه بس بليز احترم رغبتى مش هقدر 
_ليه؟؟؟؟؟؟؟
-لانى حبيتك ومش عاوز اكون جاى....بليز احترم رغبتى وابعد عنى
ويستطرد
_انا بتمنى ليك كل التوفيق وبجد مش هنساك
_طيب نفضل اصحاب مش عاوز اكتر من كده
_مش هينفع انا متاكد من كده
_ليه؟
_مش هعرف اكون صاحبك خلاص..انا حبيتك بجد
ويكمل
_القرار ده فى مصلحتك ومصلحتى
_طيب فكر تانى
_اوعدك
يغلق امير الهاتف ويحاول ان يفهم كلمات محمد
هل احبه الى هذه الدرجه التى قد تؤثر عليه وعلى ميوله ام لطول المسافه فيما بينهم والعذاب الذى سينتظرهم
يحاول ان يتذكر اى شيئ يدل على نيه غدر من محمد فلا يتذكر
لا يعرف أهى لعنه حب تيمت قلبه فاراد ان ينتهى منها ام ماذا؟
ويمضى فى شروده
لاعنا كونه انسان سهل ان تحبه







هناك 3 تعليقات:

mody-3loshi يقول...

قصة حزينة اوى بس امير مش ذنبة اى شىء غير انة ساب نفسة و حب بكل عفوية اعتقد ان محمد ظلم امير اوى بقرارة دة

gay-ana يقول...

حلوه حوله حلوه كتيييير ...

لكن، كنت أستنى نهاية الزيارة للطبيب و التحاليل ....

مستني بقية الحكايه ...

غير معرف يقول...

التعارف والاعجاب ثم الحب
والفراق في النهاية
قلب يرتجف
شوق ولهفة
خوووف

ولا يبقى لنا
سوى ذكرى
ماذا جنيت ..
ان كنت احببتني .. لماذا تتركني
لماذا تخاف من شيء احببته
ان كنت انا حبيبك ... كيف تختار البعد ؟
ان كنت لاتريد ان تكون حبيبي ..
كن صديقي .. لا استطيع ان اكون بعيدا عنك
محمد أرجووك .. أحببتك وجروح قلبي لم تندمل
لا تزيد القلب المحطم تحطيما
اه .. اظن أن هذا هو قدري
***

جميلة القصة

هناك شخصيتين في القصة
ولكن .. من هو أحمد ؟ هل هو نفسه محمد ..

تحياتي لك ^_^