تتوسط الشمس منتصف السماء معلنه قرب قدوم الظهر وتنظر الممرضه ثناء الى خارج المبنى لتجد احمد يأتى مسرعا ويتقدم نحوها فى سرعه فتنظر اليه وتسأله عن سر اتصاله المفاجئ بانه قادم
فتقول له فى غلظه
_فى ايه يا استاذ احمد ...هنا دار محترمه ومالوش داعى انك تيجى تانى
_انا هفضل اجى واجى لحد ما ارحم مصطفى من ايديكم
-حضرتك بتتكلم عن مصطفى كأنك تقربله
_لا انا اقرب واحد ليه
_ارجوك بطل الكلام المقزز ده
فينظر اليها فى حده ويقول
_انتوا هتعملوا ايه فيه.؟
فترد بكل برود
_سوف ننقله دار اخرى ولن نسمح لك بدخولها
فيصمت احمد للحظات ويشرد ويتذكر ماذا فعله ليله البارحه
يتذكر كل ما حدث
وينظر اليها وقد امتلئت تعابير وجه بان هنا شيئ خطير سيقال
_مصطفى مش هيروح فى اى حته
فترد عليه فى تهكم
_ازاى بئه؟
فينظر اليها متحديا ويقول فى برود
_لانه مريض بالايدز
تصعق الممرضه عند سماعها هذا الكلام ولا تكاد تدرى ماذا ستقول وتجحص عيناها
ولكن القصه تبدا من قبل هذا الموقف باشهر عديده
عندما كان يقف احمد امام المرأه ليعدل من قصه شعره ويستعد للنزول الى عمله ويعرج فى طريقه الى الباب على المطبخ لياخذ ساندوتش قد اعده مسبقا ويتناوله على السلم فهو اعتاد السرعه فى كل شيئ وخصوصا مجال عمله فى البورصه لذلك تجده سريعا جدا فى كل شيئ من سيارته حتى كلامه وقرارته
وتبدامعاناته اليوميه مع المرور فى القاهره ويحاول بشتى الطرق ان ينفذ الى اى طريق جانبى حتى يجده فيسلكه مسرعا الى المشفى الكبير ويدخل احمد المشفى وكله ثقه فى نفسه وفى هندامه ويسال عن طبيبه الخاص فيقول له انه فى الطريق
فيجلس قليلا لانتظاره فيخرج جهازه البلاك بيرى وياخذ فى متابعه اخبار البورصه دون تضييع وقت
يرن هاتفه الخاص برقم احد اصدقائه فلا يرد فلقد اعتاد ان لا يرد على احد عند انشغاله بامر اخر
وتتكرر الرنات من صديقه فيضطر ان يرد بعد الحاح اتصالته
_الو
_الو
_ازيك يا احمد؟
_اهلا...مش قلت لك قبل كده لما مردش عليك اعرف انى مشغول ومش هقدر ارد
_يعنى انا غلطان ياحبيبى انى بطمئن عليك
_لا مش غلطان بس فيها ايه حبه سخونيه وكم عرض عبيط كده
_منا قلقان عليك اوى
_بص انته هتعمل فيها دكتور ...ادينا فى المستشفى بتاعتك وعملت التحاليل الكتيره الى طلبتها منى ومستنى الدكتور الكبير الى انته قلتلى عليه
_طيب خير ان شاء الله
ويعقب ممدوح
_انته استلمت التحاليل
_اه استلمتها بس مفتحتهاش ومرضتش اعطلك عشان عارف انك مسافر مؤتمر
_ولا يهمك
ويردف
_بس انته واحشنى اوى بقالنا فتره مش مع بعض
_معلش بئه انته عارف ان صاحبى الانجليزى هنا ومش بحب ازعله
فيصمت ممدوح ويسكت ويقول فى هدوء
_انا بحبك يا احمد
وقتها يدخل الدكتور الخاص باحمد فيرد عليه احمد قائلا
_انا لازم اقفل الان تروح وترجع بالسلامه
ولم يمهل له الفرصه ليرد عليه واغلق الخط وعدل هندامه واشارت له الممرضه ان يدخل فلقد اعطى لها مسبقا ما يضمن ان تدخله الاول
ويدلف اليه احمد بخطى واثقه راسما ابتسامه على شفتيه توحى لك دائما بنظره استخفاف منه
فيجلس احمد ويعطى للدكتور الاوراق والتحاليل التى اجراها ويرن هاتفه فيضطر ان يغلقه دون ان ينظر الى من يتصل به ويشرع الدكتور ينظر ويقلب فى التحاليل وتبدو على وجه اقصى علامات الاهتمام ولكن احمد لم يعير اهتمامه ادنى تفكير منه
ويقول له الدكتور
_انته متزوج؟
فيرد احمد
_لا
فيقول له الدكتور
_اكيد بتمارس ؟
فينظر له احمد فى نظره استغراب نادرا ما تلحظها من شخص متحكم فى نفسه مثله
ويقول فى هدوء
_اه..عادى
فيعقب الدكتور
_وياترى بتستخدم الاحتياطات الامنه عند الممارسه زى الواقى وخلافه
فيرد احمد فى نوع من الاستهجان لهذا الكلام
_مش كله مره ساعات بكون مطمن للى قدامى
فينظر الدكتور مره اخرى الى التحليلات ويقول له
_انا مضطر اصارحك يا استاذ احمد...
ويصمت وقد ران الصمت على المكان
_انا شاكك انك مصاب بالايدز
فيبهت احمد فى مكانه وتتساقط كل الاقنعه التى يرتديها مره واحده ويفغر فاه وكان ما سمعه كان حلم ويقول للدكتور
_حضرتك بتقول ايه؟
فيردد الدكتور
_بص يابنى...مافيش حاجه اكيد...انته لازم تعيد التحاليل دى تانى ودلوقتى
وبغمغم باشياء كثيره عن التعايش مع المرض وانه ممكن يكون خطأ فى العينه او ما شابه
ولكن احمد لم يكن يعى ما يحدث كان عقله فى مكان اخر
فى حاله من الا وعى المختلطه بتذكر كا احدث فى الايام الاخيره
يبحث ويفتش من الذى نقل له المرض فلا يجد غير ادامز
ذلك الوافد الانجليزى الذى تعرف عليه من فتره والذى يعرف عنه تعدد علاقاته
ولكنه يتذكر انه استخدم الواقى كثيرا جدا
ولكن عقله يعمل بسرعه ليتذكر كيف ان فى احد المرات نسى ذلك الواقى عندما اكثر من الخمر
يسفيق من كلماته على ورقه اعطها له الدكتور ليعمل بها تحاليل الان
فينصرف احمد دون ان يسلم على الطبيب
ولا ان يقترب من اى شخص
يحس انه منبوذ
يخاف ان يقترب من اى شخص يقطع الورقه ويضعها فى جيبه
يخشى ان يلقيها فى اى سله مهملات حتى لا تنقل عدوى
وعقله يعمل بسرعه فيما سيحدث وماذا يفعل فيصطدم فى كرسى
فيتعثر احمد يقترب احدهم اليه ويمد يده لكى يساعده
ولكنه ينظر اليه ووجهه ملئ بالالم والحزن ويقف دون مساعدته وينصرف دون شكره
موليا ظهره له
وللعالم كله
هناك 4 تعليقات:
السلام عليكم
يبدو اننا سنتابع مسلسل شيق
قصة تشدك من البداية
واحداثها واقعية
..
سأكون متابع لها .. سأنتظر حلقة الاسبوع المقبل
وبالتوفيق
وعقبال : اصدار الرواية الأولى
^_^
تحياتي لك
عزيزي اياد اشتقنا لكتاباتك
تعود الينا بقصة جديده رائعه كعهدنا بك
منتظر الثلاثاء القادم بفارغ الصبر !
very good beginning of story !!
waiting for the rest !!!
واوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
بجد بداية مشوقة و غير متوقعة اياد انا متشوقع كتير بجد انى اشوف بقية الاجزاء لانى بموت فى القصص الى زى دى و خصوصا لما تكون من شخص موهوب زيك يا اياد
إرسال تعليق